أنوار جامعية نيوز حافظ كندارة بنزرت
المسرحي محمد علي العباسي رحلة صعود نجم تونسي انطلقت من ركح بنزرت لتبلغ أضواء العالم العربي
يشقّ الممثل التونسي الواعد محمد علي العباسي طريقه بثبات نحو النجومية، معزّزًا حضوره بموهبة فطرية وإصرار لافت جعلاه اليوم ضمن أبرز الأسماء الشابة الصاعدة في الساحة الفنية العربية. مسيرة العباسي لم تكن وليدة الصدفة، بل بدأت منذ سنّ مبكرة ومرّت بمحطات متنوّعة شكّلت أساس نجاحه الحالي.
البدايات… من جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت
كانت الانطلاقة الأولى للعباسي وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره حين التحق بـجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت إحدى أهم الفضاءات الثقافية التي احتضنت أجيالًا من المسرحيين. وقد كانت أول تجربة له مع المؤلف والمخرج و الصحفي حافظ كندارة في العمل المسرحي “معلّم زاه الخيال” وهو عمل فتح أمامه أبوابا جديدة وأكّد موهبته منذ خطواته الأولى على الركح.
ومنذ تلك الفترة تكفّل المدير الفني والرئيس الحالي لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت الفنان لطفي التركي بصقل موهبته وتوجيهه نحو تجارب مسرحية أكثر نضجا وعمقا مؤمنًا بطاقته الكبيرة وقدرته على النجاح.
أدوار بارزة وجوائز مستحقة
توالت بعدها مشاركات المسرحي محمد علي العباسي في عدد من الأعمال المسرحية التي أخرجها الفنان لطفي التركي، على غرار:”عفسة العروسة” و “الشمشاق” و”السقيفة” وريح الهبال” وقد لمع اسمه من خلال هذه الأعمال، إذ قدم أداءات قوية نال عنها عدّة جوائز مما رسّخ مكانته كأحد أبرز الوجوه الصاعدة في المسرح التونسي.
خطوة نحو خارج الحدود
بعد نجاحه محليا، التحق محمد علي العباسي بـ القطاع المسرحي في دولة قطر حيث خاض تجارب جديدة أسهمت في تعزيز خبرته ومنحته رؤية فنية أوسع.
لكن الانطلاقة العربية الفعلية كانت مع دوره البطولي في المسرحية “مسّاح الأحذية” للمخرج حافظ خليفة وهو عمل توّج في مهرجان شرم الشيخ بمصر بجائزة العمل المسرحي المتكامل مما شكّل نقلة نوعية في مسيرته.
تتويج جديد… واختيار من بين نخبة عربية
لم يتوقف الأمر عند حدود الجوائ، إذ حاز محمد علي العباسي أيضًا على لقب أفضل ممثل من طرف شركة عين للإنتاج التي أعلنت انتدابه رسميًا للمشاركة في مسلسل رمضاني جديد سيعرض على منصة عربية حديثة تحمل اسم “عين” للمنتج شادي أبو شادي.
وقد جاء هذا الانتداب بعد عملية انتقاء دقيقة، حيث تمّ فرز مجموعة كبيرة من العروض المسرحية (شارع، مونودراما، عروض للأطفال، وأعمال كبرى) ليقع الاختيار في النهاية على ستة ممثلين فقط من أصل 15 مرشّحًا كان من بينهم المسرحي التونسي محمد علي العباسي الذي تصدّر قائمة المختارين بفضل موهبته وشخصيته المميزة.
نجم يخطو بثقة نحو المستقبل
تُعدّ هذه المحطات المتتالية دليلا واضحا على أنّ محمد علي العباسي يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ اسمه في الساحة الفنية العربية. فموهبته، إلى جانب إيمانه بالعمل والاجتهاد، جعلته نموذجا للممثل الشاب الذي يصنع مستقبله بنفسه ويثبت أنّ المسرح التونسي ما يزال منجمًا للمواهب الاستثنائية.
وبين المسرح، الدراما، والتجارب العربية الجديدة، يبدو أنّ رحلة محمد علي العباسي لا تزال في بدايتها وأن القادم يحمل لهذا الفنان الكثير من الأضواء المستحقة.
