أنوار جامعية حافظ الشتيوي
مركز عبد الرحمن كانو الثقافي بمملكة البحرين يكرم تونس
في مسامرة رمضانية تراثية
أقام مؤخرا مركز عبد الرحمن كانو الثقافي بمملكة البحرين “غبقة رمضانية ” تضمنت أمسية تراثية بحرينية تونسية” يشارك فيها كل من الأستاذة سلوى الغيض، والفنانة فائزة الرابعي، والأستاذ سامي رحموني، وأدارت الأمسية الشاعرة والحقوقية والإعلامية د هنادي الجودر. بحضور عديد الشخصيات البحرينية والتونسية رفيعي المستوى على سبيل الذكر لا الحصر ممثلي سفارة تونس بالمملكة وممثلي سفارة العراق بالمملكة ووالدكتور خالد بومطيع والكاتب والإعلامي و عضو مركز الملك حمد للتعايش السلمي الشيخ صلاح الجودر
والمقصود بـ “الغبقة”، هي ” اللمة ” أو السهرة ذات الأجواء الاحتفالية تجمع الأهل والأصدقاء، ويرجع أصلها إلى «الغبوق» وهو حليب الناقة الذى كان يشرب ليلا فى تلك الليالى والذى لا يكون بمفرده فلا بد أن يصاحبه بعض الطعام أهمه: المحمر أى الأرز البحرينى ذو اللون المائل للاحمرار والخنفروش والفالودة وغيرها
وعودة إلى الأمسية التراثية البحرينية التونسية التي بادرت الدكتورة بتنظيمها وقدمتها باقتدار في محاولة منها لتكريم تونس مبرزة تراثها وثرائها وعاداتها وتقاليدها في شهر رمضان المعظم مؤكدة على أهمية الاختلاف والتنوع في الاحتفال مشيرة في الآن نفسه إلى أهمية التواصل والتراحم في هذا الشهر الكريم وفي البداية قدمت تحية إلى الشعب الفلسطيني وأبرزت تضامنها وتضامن كل الشعوب العربية معه في محنته ضد الغاصب المحتل .
والبداية كانت مع الفنانة التونسية فائزة الرابعي فقد ركزت في مداخلتها على الأجواء الثقافية والفنية مؤكدة على أن التونسي يعتبر شهر رمضان شهرا مقدسا في صلاته وعباداته وصيامه ،وإضافة إلى الاحتفالات الدينية يحرص التونسي على مواكبة الاحتفالات فنية والثقافية منذ القدم وقد اشتهرت العاصمة بالسهرات الموسيقية وما يعبر عنها بالكافيشنطة وهي ترجمة حرفية للكلمة بالفرنسية café chantant يعني المقاهي أو الفضاءات التي تقيم الاحتفالات أيضا نجد حفلات الرشيدية التي تقدم أغاني المالوث والطبوع والنغمات التونسية الأصيلة ،ثم أشارت إلى أهمية مهرجان المدينة في إشاعة الحركية الكبرى داخل أسوارها من خلال الحفلات الطربية من تونس ومن خارجها فكان أن صعد نجم صابر الرباعي ونبيهة كراولي ولطفي بوشناق وزياد غرسة وسمير الشيشتي وأنور براهم وغيرهم وأصبح المهرجان مكتشف النجوم دون منازع. ومع نجاح تجربة مهرجان المدينة في احياء المدينة العيقة بالعاصمة أخذت عدوى التأسيس تنتشر في كامل ربوع المحافظات والبداية كانت مع مهرجان المدينة بسوسة ثم الكاف وبعدها بنزرت ثم نابل والحمامات والقيروان وزغوان إلى أن تعممت تقريبا في كامل الولايات.
ودعم كلامها الأستاذ سامي رحموني (وهو أستاذ محاضر بكليّة البحرين للمعلّمين من تونس ) بتأكيده على ما أشارت إيه الفنانة فائزة مشيرا إلى ثراء المائدة التونسية خلال شهر رمضان وتنوعها مثل و”البريك” التي تعتبر وجبة أساسية ويومية في شهر رمضان وهو ما يرهق كاهل المواطن.
ومن باب الإثراء قدم الأستاذ قصيدة فكاهية للشاعر التونسي الراحل حسين الجزيري بعنوان استقبال رمضان يقول طالعها :
فرحَتْ بمقدمِهِ بطونُ النّاس *** شهر تحــــنُّ لِذِكره أضــراســــي
تلك الموائد ما جلستُ أمامَها *** وضربت أخماسي إلى أسداســــي
إلا وصار القلب في شرك الهوى*** يرجو تعـطّـف مــرقةِ البــسبـاس
ويلوذُ بالأكبابِ وأشواقي إلى *** طاجـينَ جــبنٍ طيِّب الأنفــــــاس
يا للبريك ويا للحم حشوه *** قد جوَّدوه بقـــوة المــــهـــــراس
لي في محبّته شهود أربع *** لـحم الدَّجاج، وسـلتة الأتيــاس
والجوز في تمر تحلّى واستوى *** وكذلك تشهد بوزة في الكـــاس
كيف التّصبر والبطاطا أشرقت *** والمــسفوف فــي الكســكــــاس ؟
إنّ القطائف لامثيل لنورِها *** فتضيء وسط البطن كالنبراس
كيف السبيل لذي الصنوف وجمعها*** والجيب مخروم من الإفلاس
أما الأستاذة سلوى الغيض وهي ناشطة اجتماعية في البحرين فقد قدمت لمحة شافية ووافية حول مجمل العادات والتقاليد البحرينية في شهر رمضان بين الماضي والحاضر وكيفية تستعد العائلات لاستقبال هذا الشهر الكريم
واختتمت الفنانة فائزة الرابعي هي الغبقة الرمضانية البحرينية بوصلة غنائية من المالوف وغنت أليف يا سلطاني وأغنية “صلي على سيدي النبي ” للمطرب التونسي شكري بوزيان وفي الأخير لا يسعنا إلا ان نتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع المشاركين في هذه الأمسية الرمضانية الثرية بالمعاني والتحابب والتواصل وهذا غير غريبا على مملكة البحرين بلد الأمن والأمان والتعايش السلمي وأخص بالذكر الدكتورة والباحثة البحرينية هادي الجودر على هذه الأمسية التي تدعم أسس الترابط والتآخي والتقارب بين الشعبين الحبيبين .
