أنوار جامعية نيوز حافظ كندارة بنزرت
أكتوبر المالوف ببنزرت عرض «النوبة المعطّرة» يوقظ الذاكرة الموسيقية ويجدد النبض الفني
في أجواءٍ غمرها العطر الموسيقي الأصيل ينظم المركّب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت طيلة شهر أكتوبر الحالي اكتوبر للمالوف وذلك تحت إشراف المندوبية الجهوية للثقافة ببنزرت حيث كانت ضربة الانطلاق تظاهرة ” أكتوبر للمألوف ” بعرض موسيقي متميّز حمل بعنوان ” النوبة المعطّرة ” احتفاءً بفنّ المالوف وتراثه العريق.
ويأتي هذا الموعد الثقافي في سياق المحافظة على الموروث الموسيقي التونسي والعربي وتخليدا لذكرى أحد أبرز روّاد الموسيقى الوطنية الشيخ خميس الترنان الذي أسهم في توثيق فنّ المالوف وجمع تراثه وتسجيله منذ ستينات القرن الماضي ليظل إلى اليوم حاضرا في الذاكرة الفنية التونسية وملهما للأجيال الجديدة.
موسيقى تعبق بالأصالة
عرض “النوبة المعطرة ” قدّمه المايسترو محمد علي كمّونالمعروف بمشاريعه الموسيقية التي تمزج بين الأصالة والتجديد، بمصاحبة أساتذة من المعهد العمومي للموسيقى والرقص ببنزرت إلى جانب كورال المعهد الذي تألّق تحت إشراف الفنانة درّة الشيخ خلال فعاليات هذا العرض.
كما تميّز العرض بتوزيعات موسيقية مبتكرة أعادت إلى المالوف نضارته و مزجت بين الإيقاعات التقليدية واللمسات العصرية في تناغم أدهش الجمهور الذي غصّت به قاعة المركّب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت.
لوحات راقصة تزاوج بين المالوف و السطمبالي
ومن أبرز فقرات السهرة، مشاركة الفنان فارس الشيخ بلوحة راقصة مستوحاة من ” السطمبالي” قدمها في رؤية فنية جديدة جمعت بين المالوف والإيقاعات الإفريقية في تناغم مع عناصر من موسيقى الجاز ما أضفى على العرض روحا عالمية دون أن يفقد جوهره التونسي الأصيل.
اكتشاف أصوات واعدة
كما كان العرض مناسبة لاكتشاف مواهب شابة واعدة، من بينها الفنان ” أسامة النابلي” الحاصل على إحدى جوائز مهرجان الأغنية التونسية والذي شدّ الانتباه بصوته الدافئ وأدائه المعبّر الذي جمع بين التقنية العالية والإحساس المرهف. كما امتعت الفنانة درة الشيخ بوصلة موسيقية متميزة
احتفاء بالذاكرة وتكريم للإبداع
تظاهرة ” أكتوبر المالوف” التي تتواصل عروضها طيلة شهر أكتوبر الجاري تكرّس رؤية ثقافية تهدف إلى إحياء الذاكرة الموسيقية التونسية وتشجيع الجيل الجديد على التعرّف إلى هذا التراث الغنائي الثري الذي صاغ ملامح الهوية الفنية للبلاد.
وبهذا الحدث الموسيقي تؤكد بنزرت مجددا مكانتها كـقلعة للمالوف التونسي وواحة للفن الأصيل، حيث تلتقي الأجيال على إيقاعات تجمع بين الحنين والابتكار في فضاء يحتفي بالماضي ليستشرف المستقبل.
