أنوار جامعية نيوز حافظ كندارة بنزرت
محمد العربي يتسلّم قيادة النادي البنزرتي مؤقتًا: خطوة إنقاذ أم حلّ مؤجّل؟
في تحرّك وصفه الكثيرون بأنه استجابة لنداء الواجب أعلن كما هو معلوم السيد محمد العربي قبوله رئاسة الهيئة التسييرية للنادي البنزرتي لفترة مؤقتة تمتد لشهرين في محاولة جديدة لإخراج الفريق من حالة الشغور الإداري التي يعيشها منذ فترة.
وقد تسلّم العربي مهامه وسط أجواء من الترقّب والتفاؤل مستفيدًا من رصيد مالي متبق من عهد الرئيس السابق سمير يعقوب يُقدّر بنحو 400 ألف دينار وهي ميزانية اعتبرت كافية مبدئيًا لتغطية المصاريف التسييرية خلال المدة القصيرة القادمة.
إلا أن هذه الخطوة التي قوبلت في بدايتها بترحيب من عدد من أنصار النادي لم تخل من الجدل داخل الأوساط الرياضية في بنزرت. إذ يرى كثيرون أن هيئة تسييرية لفترة محدودة لا تمثل حلا جذريا للمشكل الإداري المزمن بل قد تكون مجرد تأجيل للأزمة. فمع انتهاء مهلة الشهرين مع بداية ديسمبر المقبل يخشى أن يجد النادي نفسه مجددا أمام نفس المأزق ضرورة الدعوة إلى جلسة عامة انتخابية دون وجود مترشحين ما يعني العودة إلى المربع الأول وإلى فراغ إداري يهدّد استمرارية النادي واستقراره.
ويعتبر مراقبون أن ما يحتاجه النادي البنزرتي اليوم ليس مجرد إدارة مؤقتة لتصريف الأعمال بل مشروع قيادة طويلة الأمد تمتلك رؤية واضحة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري وضمان الاستقرارين المالي والتنظيمي بما ينعكس إيجابا على الأداء الرياضي للفريق. فالنادي الذي يُعد من أعرق الجمعيات في تاريخ كرة القدم التونسية، لا يمكن أن يظلّ أسير حلول ترقيعية تُتّخذ في اللحظات الأخيرة.
وفي سياق متصل دعا عدد من أبناء النادي وأحبّائه إلىالاستعداد المبكّر لمرحلة ما بعد محمد العربي عبر تكوين لجنة عمل تُعنى بتنظيم الجلسة الانتخابية المقبلة واستقطاب كفاءات قادرة على تحمّل مسؤولية التسيير إلى نهاية الموسم الرياضي على الأقل. فـالاستقرار الإداري – كما يؤكد المراقبون – هو أساس النجاح الرياضي، ولا يمكن لأي فريق أن ينهض من أزماته في ظل تغييرات متكرّرة في القيادة. ومع اقتراب موعد ديسمبر، يظلّ التساؤل مطروحًا: هل يكون قرار محمد العربي بقبول المهمة بدايةً لمرحلة إصلاح حقيقية في النادي البنزرتي؟ أم سيبقى المشهد على حاله، ليعود الفريق مجددًا إلى دوامة الفراغ الإداري التي باتت مألوفة لأنصاره؟
